حولوها الى ثورة عجوز
يمنات
محمد اللوزي
الذين اعتلوا على دماء شهداء فبراير واتخذوا منهم جسر عبور للوصول الى مآربهم وتسلقوا الى الضفة الأخرى بغطرسة وخيلاء، واتخذوا من الفتوى مصدر ثراء وتكوين مستقبل لهم وأولادهم، هؤلاء المرابون ذهبوا شذرا مذرا خلال أشهر معدودة وصاروا أثرا بعد عين، ليعودوا الى التباكي والكذب من جديد ورص صفوفهم لكرة أخرى ربما تكون مربحة لهم، وهيهات لهم ذلك إن الله لايصلح عمل المفسدين.
فبراير كان ثورة شبابية فحولوها الى ثورة عجوز. كان تنوعا في إطار الوحدة، فتحول الى حزبية ونفاق واحتكار سلطة. كان دولة مدنية وديمقراطية وبناء مجتمع يمني متعايش، فتعثر حين تربع على عرش هذه الثورة ذات القوى الانتهازية وجرى اقصاء الشباب وتناسي تضحياتهم، فلم نجد حتى جريحا واحدا أعاروه انتباها. إن الله يمهل ولايهمل.
ومانحن فيه اليوم عقوبة مضاعفة لليمانين بكل مشاربهم وميولهم. دماء تسفك وبلد يتشضى، وحياة عوز وفقر وأمراض وشروخات ذهنية ونفسية. لأنه غادر الحياة جمال الروح، غادرها الوفاء والحب والولاء الوطني الصادق، غادرها معنى أن يكون الإنسان إنسانا في علاقته مع الآخر. لتبرز قوى استلابية قاهرة ماحقة لكل ما هو جميل.
إنها جينات الفساد المتوارث تسود وتطغى على ماعداها، فمن أين سنجد لحظة فرح؟ وقد تكالبت القوى بمسميات متعددة على مافينا من بقايا حلم وكسرة أمل. غاب النظام، والقانون، والتعايش المجتمعي، والابداع، ومعنى الحرية زهرة وأغنية وريشة فنان ونكهة فكرة خلاقة. غابت أمانينا في زحام السلطويين من يقمعون مايعبر عن سعادة من أجل أن يعتلي الرصاص مجده العقيم وتتسع ساحات القتل ويبقى التفرد والأنانية والإفراط في الإدعاء والبواكي من الأرامل والرجال.
حقا إنه كما قال شاعرنا البردوني.
زمن بلا نوعية، ووجوه دخانية في مرايا الليل. فلا فبراير كان ولا مابعده أنجز شيئا، ومابني على باطل فهو باطل.
وكل يدعي وصلا بليلى
وليلى لاتقرلهم وصالا.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.